أسست "شايفينكم" وبثت آلاف اللقطات للرشاوى والتزوير
النيابة المصرية تحقق مع إعلامية مصرية بتهمة تدنيس مسجد
مسجد في مكان الحديقة
تخشى المتطرفين
الإعلامية بثينة كامل
القاهرة – محمد المعتصم
تحقق النيابة العامة المصرية مع الإعلامية بثينة كامل الناشطة بحركتي "شايفينكم" و"كفاية" بتهمة إزدراء الأديان وتدنيس مسجد والاعتداء علي المصلين بأحد الزوايا "مسجد صغير" بجانب منزلها.
ويثينة كامل التي تعمل مذيعة بقناة أوربت الفضائية، أحد الوجوه المألوفة في مظاهرات الحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " وساهمت في دعم حركة استقلال القضاء، وقامت بتسجيل أكثر من فيلم وثائقي لعمليات الاعتداء علي القضاة وتزوير الانتخابات وحبس الصحافيين، واستقبلت حركتها آلاف من لقطات فيديو بالهواتف النقالة لوقائع فساد ورشاوى وتزوير انتخابات.
وكانت النيابة بدأت تحقيقاتها الخميس الماضي، حيث نفت الاتهامات جملة وتفصيلا وقالت إن مقدم البلاغ يريد أن يشوه صورتها أمام الرأي العام حتي يطردها من العمارة التي وضع يده عليها ويريد هدمها، واخترع هذا القصة لأنه يعلم تأثير مثل هذا الكلام علي البسطاء.
وقالت إنها لن تسكت على هذه الاتهامات رغم أن الرجل يحتمي بصور الرئيس مبارك التي يعلقها في مدخل العمارة، وبرجال الحزب الوطني الحاكم.
مسجد في مكان الحديقة
وبدأت المشكلة عندما وقع أحد تجار قطع الغيار عقد بيع ابتدائي مع صاحب عمارة "عيروط" التاريخية بوسط البلد، وحاول بعدها إقامة "مول تجاري" داخل حديقة العمارة التي أزالها، فوقف السكان في وجهه ومن بينهم مذيعة الأوربت بثينة كامل وزوجها د.عماد أبو غازي، فقام المالك الجديد بوضع سجاد للصلاة في المكان نفسه وكتب على مدخل العمارة "يوجد مسجد للصلاة بالداخل " حتي لا يعترض أحد من السكان عليه خاصة وأن العمارة تضم أغلبية مسيحية.
وقالت بثينة كامل لـ"العربية نت" إنها "لم تتخيل أن يتطور الأمر إلي هذا الحد حيث تحول المجني عليه إلي جان، والضحية إلي متهم في ظل تخاذل رسمي وتخاذل من الأجهزة التنفيذية".
وأضافت: كل جريمتها أنها وقفت ضد هدم العمارة وتشويه وسط البلد، ولم تكن تدري أنها تقف في وجه شخص يمتلك علاقات واسعة لا تجدي معها أي تدخلات، حيث تدخل وزير البيئة ماجد جورج وأرسل لجنة لإزالة ما يفعله بالعمارة من تشويه، ولم تتمكن من فعل شيء سوى تقرير، وتدخل مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر ولم يحدث شيء، وتدخل المحافظ حتي أنني كنت أتساءل عمن يحميه ويسنده.
واستطردت: بعد ذلك وضع صورة للرئيس مبارك على العمارة وكأنه يرسل لنا رسالة ذات مغزى، ثم بدأ رجاله في التحرش بنا وتقديم بلاغات بينها بلاغ أنني أقوم بإلقاء القمامة علي المصلين، وهو اتهام حقير حيث أنني لا يمكن أن أفعل ذلك أبدا، فأنا لست من كفار مكة حتي أفعل ما كانوا يفعلونه بالمسلمين الأوائل.
وواصلت قولها: ثم اتهمني رجاله بأنني دخلت المسجد الذي أقامه بدون ترخيص أو تصريح من الأوقاف بالحذاء وأنني شيوعية وملحدة، لا لشيء سوى أن يدخلنا في مشكلة مع المتدينين.
تخشى المتطرفين
وأكدت بثينة كامل "أنها لا تجد أمامها سوى الله لتشكو له من الظلم الذي تتعرض له والذي يمكن ان ينتهي بطعنه لها على يد متطرف".
وقالت لـ"العربية.نت" إن الناس في المنطقة التي تسكن فيها "لا حديث لها سوي أنها أهانت الإسلام والمصلين ودخلت المسجد بالحذاء وهو ما لم يحدث، وزاد الأمر تعقيدا عندما ذهبت للنيابة للتحقيق معها، فزادت الاشاعات حولها وحذرها بعض الجيران من تعرضها للقتل في أي وقت، خاصة أن صحف الحكومة لن تسكت، وستزيد الموقف اشتعالا بسبب مواقفها الواضحة من نظام الحكم وتأسيسها لحركة (شايفنكم) لكشف الفساد.
وبثينة كامل من الناشطات في حركة "شايفينكم" لمقاومة الفساد ورصد بالكاميرات والتي لاقت تفاعلا من الشارع المصري، وهو ما اكسبها عداوة من الجهات الأمنية، خاصة بعد أن اقتحمت دوائر شبرا الانتخابية بكاميرتها الخاصة، وصورت بنفسها عمليات التزوير وتقفيل الصناديق.
كما شاركت في عدة ندوات رافضة لتوريث الحكم إلى نجل الرئيس المصري جمال مبارك، وهو ما جعلها هدفا لحملات نقد من الصحف الحكومية.