قد تتفاخر سوريا بأن لديها أفضل أطباق الطعام في العالم، لكنها تستطيع الآن أيضاً أن تتفاخر بأنها تملك أكبر مطعم على وجه الأرض.
فقد انتزع مطعم 'بوابة دمشق ' قبل أيام قليلة لقب أكبر مطاعم العالم من مطعم 'التنين الذهبي' التايلاندي في بانكوك، إذ يتسع البوابة لـ 6,014 شخصاً يتناولون فيه طعامهم في وقت واحد.
وقد نقلت الخبر الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) يوم الجمعة الماضي قائلة إن المطعم الدمشقي المذكور 'حطم الرقم القياسي العالمي' بعدد الكراسي المسجل سابقاً باسم المطعم التايلندي (5,000 كرسي)، وذلك بفارق 1,012 كرسيا.
مصنع صغير
وعندما قام مسؤولوا موسوعة 'جينيس' للأرقام القياسية العالمية بالكشف على معايير ومواصفات وتفاصيل الخدمة المقدمة في 'بوابة دمشق'، وجدوا أن جميع الزبائن الجالسين حول الطاولات في المطعم يتلقون خدمة مناسبة، فكان أن خرجوا بانطباع جعلهم يصفون المطبخ السوري بأنه بمثابة 'مصنع صغير'. وعلى أية حال، هنالك مادة واحدة لم يجدها الزائرون الإنكليز مدرجة على قائمة الطعام والمشروبات في 'بوابة دمشق'، ألا وهي البيرة الإيرلندية السوداء الشهيرة (من ماركة جينيس)، فالمطعم ببساطة لا يقدم المشروبات الكحولية.
لقد تم افتتاح 'مطعم بوابة دمشق'، والذي يقع في ضاحية في محافظة ريف دمشق وتملكه عائلة السمان، قبل أكثر من ثلاثة أعوام.
افتتاح ضخم
وقد حضر حفل الافتتاح الضخم الدكتور سعد الله آغا القلعة، وزير السياحة السوري، وعدد آخر من المسؤولين في ميدان السياحة والأعمال، بالإضافة إلى الآلاف ممن شغلوا الطاولات في المطعم الكبير، أو تحلقوا في المكان لمشاهدة وقائع الاحتفال الكبير بتلك المناسبة.
في الواقع إن مطبخ المطعم أشبه ما يكون بخط إنتاج في أحد المصانع، إذ يستطيع الطاهي (الشيف) الواحد تحضير وإعداد من 25 إلى 30 طلبية من الأطباق الشعبية، كالحمص مثلا، خلال دقيقة واحدة، أي يقوم بملء صحن (زبدية) واحد كل ثانيتين.
مهند السمان، مدير عام مطعم 'بوابة دمشق' في سورية
عندما افتُتح 'بوابة دمشق'، كان مهند السمان، ابن صاحب المطعم والمدير العام الحالي له، يتابع دراسته في العاصمة البريطانية لندن.
عندها خطرت ببال مهند فكرة الاتصال بالقائمين على موسوعة 'غينيس' العالمية للأرقام القياسية ليخبرهم عن مشروع العائلة الذي بلغت كلفته حينها 40 مليون دولار أمريكي، وهكذا بدأت عملية التحقق من مطابقة المطعم للمواصفات والمعايير المطلوبة لتحطيم الرقم القياسي.
1,800 موظف
يعمل في 'بوابة دمشق' خلال أشهر الصيف المزدحمة حوالي 1,800 موظف وعامل يقومون على سير العمل وتأمين الخدمة لزبائن المطعم الذي تشغل مساحة منطقة جلوس الزبائن فيه 54 دونماً (54,000 مترا مربعا) ومساحة المطبخ 2.5 دونما (2,500 متراً مربعاً).
ويشمل القسم الصيفي من المطعم، المفتوح على الهواء الطلق، شلالات مائية ونوافير ونسخاً لقطع أثرية. كما يتضمن المطعم قسمين يقدمان الأطباق والمأكولات الصينية والهندية.
يقول السمان لـ بي بي سي 'يكمن السر في القدرة على إطعام هذا العدد الكبير من الناس في وقت واحد في تقسيم المطعم إلى أقسام صغيرة، بحث يكون لكل شخص واجب ومهمة محددة يقوم بأدائها'.
خط إنتاج
ويضيف السمان قائلا: 'في الواقع إن مطبخ المطعم أشبه ما يكون بخط إنتاج في أحد المصانع، إذ يستطيع الطاهي (الشيف) الواحد تحضير وإعداد من 25 إلى 30 طلبية من الأطباق الشعبية، كالحمص مثلا، خلال دقيقة واحدة، أي يقوم بملء صحن(زبدية) واحد كل ثانيتين'.
ويؤكد السمان أن لا مجال البتة للمساومة على نوعية ومستوى الطعام أو الخدمة المقدمة للزبائن في المطعم.
ويختتم بالقول: 'يهتم جميع الناس في هذا الجزء من العالم ببطونهم، ولذلك يتعين أن يكون الطعام المقدم هو الأفضل'.
مفاجأة المطعم
أما 'مفاجأة' المطعم، وفق السمان، فتتمثل في احتوائه حجر نيزكي فريد من نوعه، سقط عام 1947 في سيبيريا، وكان من أملاك الاتحاد السوفياتي قبل أن يشتريه والده مقابل 15 مليون دولار. وأشار السمان إلى الحجر النيزكي يزن 106 كيلوغرامات، وحضرت وكالة ناسا الفضائية لأخذ عينة منه، وحاولت شراءه، لكن الوالد رفض، وفق ما يؤكد السمّان.
ويضم المطعم مجسماً لبوابة دمشق، التي تشبه شكلا وحجما بوابة تدمر الأصلية، بالاضافة إلى بوابة 'تاج محل' التي تم تصميمها بشكل مطابق للتصميم الأصلي. كما يشمل 5 نوافير مائية و4 شاشات سينمائية لعرض الاحداث مباشرة، و6 شاشات تلفزيونية داعمة لها. ويضم أيضاً صالة ألعاب بسينما ثلاثية الأبعاد هي الاولى في سوريا، ومضمار سباق للدراجات الصغيرة، وساحة للسيارات الكهربائية، وقطار كهربائي، استغرق إنشاؤه نحو عامين.